الأناشيد الوطنية في مزاب : قراءة في أشعار عمر بن عيسى بلعيد البرياني

Contenu

Titre
الأناشيد الوطنية في مزاب : قراءة في أشعار عمر بن عيسى بلعيد البرياني
Créateur
حاج أمحمد, يحيى بن بهون
Date
2015
Résumé
لقد شهد شمال إفريقيا سطوة أعتى قوة استعمارية في العصر الحديث، متمثلة في الاستعمار الفرنسي، وكان نصيب الجزائر منها 130 سنة من الاحتلال، ذاق فيها ألواناً من التعذيب النفسي والجسدي، ومنه التجهيل والتجويع والتهميش... ما فاق كل تصوّر أو خيال؛ وخاض أبناء الجزائر عبر تاريخهم الماجد معارك طويلة بالدم والفكر والقلم في صدّ المستعمر وردّ كيده ودسّه؛ يذود عن الحمى والدين واللسان...العلماء والأدباء ورجال الصحافة المخلصين بكلّ ما أوتوا من قوة عقل وفصاحة وبيان، وقد قيّض الله للجزائر _بعد قرن من الاحتلال الغاشم_ ثلة من الرجال الصالحين المصلحين أسهموا في توحيد الجهود، وشمروا عن سواعدهم لإنقاذ أمتهم من ويلات الاستعمار إلى عهد جديد يتنصرون فيه دِيناً ودُنياً. وكان لظهور الحركة الإصلاحية سنة 1925 الأمل الجديد للجزائر، إذ شرعت في بعث التعليم العربي الأصيل للبنين والبنات، بعدما حرمهم الاستعمار منه دهراً طويلا؛ وطورت المناهج التربوية بعد ذلك، وحاربت الفساد الأخلاقي ومظاهر التخلف الاجتماعي...، حتى تكللت جهود أولئك المخلصين _رغم مكر الاستعمار وكيده_ بميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 لتكون بعثاً للأمة الجزائرية المسلمة، إذ شرع أقطابها الذين انتشروا في ربوع الجزائر دعاة علم وإصلاح ومن أبرزهم: الإمام عبد الحميد بن باديس في قسنطينة "شرقاً"، والشيخ البشير الإبراهيمي في تلمسان" غرباً"، والشيخ إبراهيم بن عمر بيُّوض في ميزاب" شمال الصحراء"، والشيخ الطيب العُقبي في نادي الترقّي" بالجزائر العاصمة"... وغيرهم، شرع هؤلاء على وجه الخصوص في إصلاح الأنفس من خلال دروس الوعظ والإرشاد، وكان تفسير القرآن الكريم رسالتهم إلى المجتمع؛ فاشتغلوا بتفسيره وبيان معانيه، وأخذوا يَعرضون نُظم مجتمعاتهم على مفاهيم القرآن الكريم وتعاليمه لعلاج أمراضها وأسقامها من خلال فهم آياته ومعانيه وإسقاطها على الواقع المعاش... ومن القامات السامقة في ميدان الإصلاح بالجنوب الجزائري الكبير، الشيخ الإمام إبراهيم بن عمر بيُّوض"1981-1899"، الذي أقام نهضة علمية وفكرية شاملة الأركان بالقرارة ثم انتقلت من هذه الأخيرة إلى عموم قرى مزاب الأخرى، وكانت وفود الطلبة تأتي القرارة من كل مكان لطلب العلم والتكوين الديني والاجتماعي، فخرّج المعهد أجيالاً كثيرة من الطلبة الصالحين المثقفين المصلحين كانوا جُند الإصلاح، وبُناة النهضة، وجنود الثورة الجزائرية المخلصين الشجعان الثابتين، وبُناة الجزائر المخلصين الناشطين بعد الاستقلال في شتى الميادين... وممن آزر تلك الجهود الإصلاحية الخيّرة أيضاً بعض الصحف العربية الجزائرية، ممن كانت تُعنى في رسالتها بنصرة الإصلاح والمصلحين في كل مكان؛ فمن أولئك الذين انبروا لمجابهة المستعمر بأقلامهم: رائد الصحافة العربية بالجزائر؛ الشيخ إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان"1888 1973-"؛ الذي رابط في الجزائر العاصمة صحفيّاً مبرّزاً يُنافح ويُدافع عن الدين الإسلامي واللغة العربية بكل ما أوتي من عزيمة وإرادة، يُجابه المستعمر الفرنسي فاضحاً دسائسه وألاعيبه تارة، ويُحارب الآفات الاجتماعية التي غرسها المستعمر في نفوس الشباب، فأفلح وصحبه في اجتثاثها من الجذور؛ وقد كان مقر جريدة الشيخ أبي اليقظان بالعاصمة الجزائر نادياً أدبياً يلتقي فيه أنصاره يؤازرونه في معركته الطويلة مع المستعمر وأذنابه. وممن أرّخ لتلك الحركة الإصلاحية بالجنوب الكبير، وكان معجباً بجهـاد الشـيخ الإمـام إبـراهيم بـن عمـر بيّـوض فـي حقـل التربيـة والتعلـيم بمعهـد الحيـاة العـامر بـالقرارة، وبالعمـل الصـحفي المتميز للشـيخ أبي اليقظان؛ الشاعر عمر بن عيسى بلعيد البرياني"1947-1880"؛ فنظم مجموعة معتبرة من الأناشيد التي تحتفي بتلك المكاسـب الوطنيـة فـي فتـرة حرجـة مـن تـاريخ الجزائـر وهـي تـئنّ تحـت نيـر الاسـتعمار الفرنسـي، وقـد تفـوَّق فـي الشـعر الملحون وخلّد بشـعره المتميّـز جـزءاً هامـاً مـن تـاريخ وذاكـرة قريتـه بريّـان خصوصـاً والجزائـر عمومـاً، وناصـر حركـة الإصلاح وجهود المصلحين. لقد أمضى هذا الشاعر فترة شبابه ببلدته بريان يواكب يومياتها ويرصد بعين الحذر تحركات المستعمر فيها وأذنابه من الظلمة والمفسدين؛ فكان يفضح ألاعيب المستعمر وأذنابه في قصائده التي تضجّ حماساً وغيرةً على أهله ووطنه، وما أن جمع المصلحون أمرهم لإنشاء جمعية رسمية في بريان سنة 1927 حتى كان عمر بلعيد أحد أعضائها العاملين المخلصين، وصار شاعر الحركة الإصلاحية في بريان، إلى أن تعرّض بسبب شدة لهجته على المستعمر وأذنابه في بريان إلى النّفي، واختار العاصمة الجزائر مقاماً له فمكث بها مدة عشرين سنة كاملة... وفي فترة منفاه وغربته القسريَّة جمع أشعاره في دفاتر عديدة، سماها "ديوان الغريب"، وقد طبعنا الجزء الأول من ديوانه وستلي ذلك طبعات أخرى بحول الله وقوته، كما اخترت التركيز في هذه الحلقة الأولى على هذا الشاعر لأمرين؛ الأول: لأنه لم تسبق دراسة متأنية عن هذا الشاعر وإنتاجه الأدبي من قبل، والثاني: لأنه واكب الحركة الإصلاحية البيّوضيّة من أول عهدها، فكان نعم المؤرخ لها شعراً؛ على أن أخصص الحلقة الثانية _إن شاء الله_ للحديث عن إنتاج طلبة البعثات البيّوضيّة من الشعر في مضمار الإصلاح والوطنية. وتتلخص أهم محاور هذا البحث حول النقاط الآتية، وهي: - مقدمة. - عمر بن عيسى بلعيد البريّاني حياته وآثاره. - نشاطه الاجتماعي ومحاربته للاستعمار الفرنسي. - "ديوان الغريب" الموضوعات والمضامين. - النزعة الإصلاحية والوطنية في "ديوان الغريب." - "زيارة الدكتور بن جلول لوادي ميزاب"" أفريل 1937". - "قصة المطبعة العربية لجريدة وادي ميزاب المغرب" "1931". - "قصة تاريخية في خواطر جريدة وادي ميزاب""1929". - الخلاصة الملاحق. - قائمة المصادر والمراجع
Langue
ara
numéro
36
pages
100-128
issn
1112-4652

حاج أمحمد, يحيى بن بهون, “الأناشيد الوطنية في مزاب : قراءة في أشعار عمر بن عيسى بلعيد البرياني”, 2015, bibliographie, consulté le 18 septembre 2024, https://ibadica.org/s/bibliographie/item/13727

Position : 905 (12 vues)