عبد الله بن وهب بن راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر الأزدي العماني (ت: 9 صفر 38هـ/ 17 جوان 658م)

Contenu

« عبد الله بن وهب بن راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر الأزدي العماني (ت: 9 صفر 38هـ 17 جوان 658م) ». 1999. معجم أعلام الإباضية من القرن الأول الهجري إلى العصر الحاضر‏: قسم المغرب الإسلامي. دار الغرب الإسلامي‏, bibliographie, consulté le 4 mai 2025, https://ibadica.org/s/bibliographie/item/40903

Titre
عبد الله بن وهب بن راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر الأزدي العماني (ت: 9 صفر 38هـ/ 17 جوان 658م)
Date
2000
Dans
معجم أعلام الإباضية من القرن الأول الهجري إلى العصر الحاضر‏: قسم المغرب الإسلامي
Résumé
أشهر من نار على علم. هو عبد الله بن وهب الراسبي، ولد بعمان، من قبيلة الأزد، وأدرك الرسول e، إذ كان في وفد عمان الذي توجَّه إلى المدينة عام 9ه، لإعلان إسلام عُمان وقبائله، فهو صحابيٌّ جليل. عرف بالعلم والرأي والصلاح والعبادة، شارك في فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص t، وأبلى البلاء الحسن. ولمَّا أقبلت الفتن على البلاد الإسلامية في آخر عهد الراشدين، كان في صفِّ عليِّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، وشارك معه في حروبه. وفي صِفِّين سنة 37ه/657م حارب معاوية وجنده بلا هوادة، ولمَّا ارتفعت المصاحف على أسنة الرماح في جيش معاوية المنهزم، يريد التحكيم خدعةً وحيلةً، تمادى عبد الله بن وهب في حربه الفئة الباغية، مع طائفة كبيرة من جند عليٍّ، إلاَّ أنَّ الخدعة أتت أكلها، وتوقَّفت المعركة، وإن لم يرض الإمام عليُّ ابن أبي طالب وصحبه المخلصون، فتوقَّف معها النصر الذي كاد يكون ساحقًا عَلَى معاوية ومناصريه... وجاءت فكرة التحكيم التي رفضتها طائفة من جند عليٍّ رفضًا قاطعًا وقالوا: «لا حكم إلاَّ لله» وهي الطائفة التي كانت تلحُّ على مواصلة القتال، وهي مدرَّبة على ذلك تعرف حقيقة الشاميين، في جاهليتهم قبل إسلامهم، وحقيقة الأمويِّين الذين هم من أهل العراق أعداء أهل الشام، أو هم أقرب إلى العراق منهم إلى بلاد الشام. ولا التفاتَ إلى كذبة أنَّ الذين قالوا: «لا حكم إلاَّ لله» هم الذين حرَّضوا عليا على توقيف القتال ووقفوا ضدَّه، فإنها لا تثبت أمام النقد والتمحيص للروايات المختلفة المتضاربة في هذا المجال. إنَّ عبد الله بن وهب رفض التحكيم جملة وتفصيلاً، هو وجماعة كبيرة من أصحاب عليٍّ كرَّم الله وجهه وأنكروها، فأطلق عليهم اسم «المحكِّمة» لقولهم: «لا حكم إلاَّ لله». رفضوا التحكيم قبل أن يقع، ورفضوه قبل أن تظهر نتائجه الجائرة التي زحزحت عليا من الإمامة، وأثبتت معاوية فيها. هكذا انتبذ هؤلاء المحكِّمة مكانًا غير بعيد من الكوفة هو منطقة حروراء، فاستقرُّوا بها وفكَّروا في إعلان إمامة يحيون بها خلافة الراشدين، فتداولوا أمرهم بينهم، وعرضوا الإمامة على علمائهم، وكلُّهم راغبون عنها مشفقون من مسؤولياتها، وهنا يبرز عبد الله بن وهب لينقذ الموقف ويتولاَّها قائلاً: «فوالله ما أخذتها رغبة في الدنيا، ولا أدعها فرَقًا من الموت» فبايعوه بالإمامة، ثمَّ أرادوه في الكلام فقال: «وما أنا والرأي الفطير، والكلام القضيب! دعوا الرأي يغب، فإنَّ غبوبه يكشف لكم عن محضه». ومن هَذِهِ الرواية التي ذكرها الجاحظ نلاحظ تروِّيه وحسن تدبيره من أوَّل وهلة، وتبرز كفاءته عندما نعلم أنَّ المحكِّمة بايعوا في البداية معد بن مالك الإيادي، ثمَّ عدلوا عنه إلى عبد الله بن وهب الراسبي لمَّا سمعوه يقول: «سلام على من بايع الله شاريا»، وقالوا له: «خالفت لأنك برئت من القعدة». وهنا يبرز الاتجاهان الكبيران في فكر المحكِّمة، وهما الخروج والثورة، أو القعود والتروِّي. كان عبد الله بن وهب موصوفًا بحسن الرأي والعبادة، وإليه تعود أصول المذهب الإباضيِّ الذي فضَّل القعود على الخروج. ومن هنا كذلك يتَّضح لنا أنَّ جيش عليٍّ - بمن فيه من المتآمرين - أقحموا عليا وأصحابه المخلصين في حرب ومقاتلة هؤلاء المحكِّمة الأوائل في النهروان في التاسع من شهر صفر سنة 37هـ/ 17 جوان 658م، لأنَّ عبد الله بن وهب لم يفكِّر بعد إطلاقًا في مقاتلة معاوية فضلاً عن عليٍّ، ولكن شاءت الأقدار أن يوجَّهَ عليٌّ ولا يوجِّه، وقد قالها عليٌّ صريحة، وبحسرة: «لا رأي لمن لا يطاع، لا رأي لمن لا يطاع!». تنسب الإِباضِية إلى عبد الله ابن وهب الراسبي، ولذلك يقال: الإباضية الوهبية، وكلُّ من خرج أو انشقَّ عن الإباضية الأمِّ اتخذ لنفسه اسمًا، أو أطلِق عليه اسم كالنكَّارية والخلفية والنفاثية وغيرها... وكلُّها انقرضت وبقيت الإباضية الوهبية، التي التزمت منهاج عبد الله بن إباض: «القعود والتروِّي». وإذا عرفنا هذا أدركنا سبب حرص الإباضية على عدم تسميتهم بالخوارج، أو إدراج فرقتهم ضمن فرق الخوارج، وإن كانت من الحروريين ومن الوهبيين، ولكنَّها ليست من الخوارج. عُرف عبد الله بن وهب بالزهد والعبادة حتَّى لقِّب بذي الثفنات. كان حسن الرأي حكيمًا وقورًا. قال بعض الشعر؛ وصفه الجاحظ بأنه من فصحاء العرب. وفي مقتلة النهروان حُصدت رؤوس المحكِّمة، وقُطعت يد عبد الله بن وهب ثمَّ رجله، ثمَّ طُعن في بطنه، ثمَّ احتزَّ رأسه، وحمل إلى عليٍّ، وقيل: إنَّ الذي فعل ذلك هو هانئ بن خطاب الأرجي، وزياد ابن حفصة، ولا يسلَّم أن يكون القاتل أبا أيوب الأنصاريَّ كما تورده رواية شاذَّة، إذ لا يعقل لهذا الصحابيِّ الجليل أن يمثِّل بصاحبه وصاحب رسول الله.
Editeur
دار الغرب الإسلامي‏
Place
بيروت
Langue
ara
rédacteur
بابا عمي, محمد بن موسى
باجو, مصطفى صالح
شريفي, مصطفى بن محمد
ناصر, محمد صالح

« عبد الله بن وهب بن راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر الأزدي العماني (ت: 9 صفر 38هـ 17 جوان 658م) ». 1999. معجم أعلام الإباضية من القرن الأول الهجري إلى العصر الحاضر‏: قسم المغرب الإسلامي. دار الغرب الإسلامي‏, bibliographie, consulté le 4 mai 2025, https://ibadica.org/s/bibliographie/item/40903

Position : 36040 (10 vues)