الشراء (عقيدة، حضارة، سياسة شرعية)

Contenu

Titre
الشراء (عقيدة، حضارة، سياسة شرعية)
Date
2012
Résumé
مسلك من مسالك الدين، ونوع من أنواع الإمامة عند الإباضيَّة قديماً، وهو أن يبيع إنسان نفسه ابتغاء مرضاة اللّٰه لقوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ يُقَٰئِلُونَ فِي سَكِيلِ اللَّهِ ) [التوبة: ١١١]، ويعني كذلك أن يشتري الإنسان نفسه من النَّار أو يشتري الجنّة بنفسه. والشراء عمل تطوُعي بقصد مواجهة الظلم، لا على سبيل الوجوب والفرض، ولكن على سبيل الاستحباب. وطريقته أن تنتدب جماعة لا تقلّ عن أربعين رجلاً إماماً لهم يبايعونه على طاعة اللّٰه ورسوله للفي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يجتهدون في حثّ الناس على تغيير الحكم الجائر دون التعرّض للرعية ولا للأموال، ولا يجوز لهم إخافة الناس، وإن فعلوا ذلك انتقلوا من حكم الشراء إلى حكم الجرابة. كما لا يجوِّز الشراة لأنفسهم أن يرجعوا إلى دورهم حتى يظهر العدل أو بستشهدوا جميعاً في قول، أو أن يصل عددهم إلى ثلاثة في قول آخر. قال الخضرمي: «وصفة الشراة ألّا يستقروا في موضع ملكوه، يقصرون الصلاة في طريقهم وبلادهم، ويتِمّون تحت لوائهم)»، ولذلك يقال فيهم: أوطانهم سيوفهم. ولقد اختُلف في جواز رجوع الشاري عن شرائه، ولعل الراجح جوازه باعتبار أن ذلك مما ألزم به نفسه وليس مما ألزمه الله. ولكون الشراء غير واجب ولذلك فمن امتنع من قبول إمامة الشراء لا يُبرأ منه. ويعود ظهور المصطلح إلى القرن الأول للهجرة، بدليل أن الإباضيَّة يمثلون له بإمامة أبي بلال وأبي حمزة؟ ثمّ تغيّرت وظيفة الشراة من مسلك في مسالك الدين إلى هيئة مراقبة لسلوك الإمام داخل الإمامة الإباضيَّة في عهدي الدولة الرستمية والإمامة الإباضيَّة الثانية بعُمان.
Place
مسقط
Langue
ara
volume
1
numéro d’édition
2
pages
511

Position : 59668 (3 vues)